الخميس، 22 ديسمبر 2011

الحضارة العربية الإسلامية .. الوحدة – التنوع- الاتصال -التأثير

                             الحضارة العربية الإسلامية
                         الوحدة – التنوع- الاتصال -التأثير
                                       د. سناء عبد الله عزيز الطائي
                             مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل 

صدر كتاب جديد بعنوان : " الحضارة العربية الإسلامية الوحدة التنوع ..الاتصال التأثير " لاستأذنا  الفاضل الأستاذ الدكتور طه خضر عبيد أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية التربية جامعة الموصل والصادر عن دار الكتب العلمية بطبعته الأولى لسنة 2011، وصنف الكتاب ضمن كتب تاريخ الحضارات، ويقع الكتاب في 288 صفحة .
   ويرى الأستاذ الدكتور طه خضر عبيد ان هناك جدلا قائما بين الباحثين حول مفهوم الحضارة، وذلك لوجود تداخل بين مفاهيم الحضارة والثقافة والمدنية وسبب التداخل ان ميادين هذه المفاهيم واحدا وهو الفرد والمجتمع والطبيعة .كما أن غايتها واحدة وهي الوصول إلى الأهداف والتي من أهمها إسعاد البشرية .
يؤكد المؤلف أن الحضارة العربية الإسلامية ترجع في أصولها إلى مصادر مختلفة من أهمها ،مايمتلكه العرب في الجزيرة العربية وأطرافها في العراق وبلاد الشام ومصر قبل الإسلام من تراث وحضارة عريقة . وعندما جاء الإسلام حمل معه عقيدة ونظم ومبادئ ناضجة كاملة ،فكان خاتمة للاديان السماوية ،هذا فضلا عن ماوجده العرب المسلمون من تراث حضاري قبل الإسلام ، في البلدان  المحررة والمفتوحة شرقا وغربا ،وبعض من حضارات الهند والصين واليونان والرومان والفرس والروم ،وان هذا الإرث ليس في الجانب الزمني فحسب بل في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والمعرفة والعلوم المتنوعة .
   تم تقسيم الكتاب إلى احد عشر فصلا ،عالج الفصل الأول إشكالية المصطلح في موضوع الحضارة والثقافة والمدنية ،وتوضيحا لمصادر ومقومات وسمات الحضارة العربية الإسلامية ،ولماذا هي عربية وإسلامية في الوقت ذاته . 
   وتناول الفصل الثاني موضوع الوحدة والتنوع في المجال السياسي ، وعدها من أهم بل واخطر الإشكالات التي أولاها فلاسفة التاريخ اهتماما كبيرا ،حيث كان التنوع في مختلف صوره وأشكاله الدينية واللغوية والجغرافية ،وتضمن الفصل أيضا الممارسات الوحدوية في التاريخ العربي الإسلامي بدءا من عصر الرسالة مرورا بالعصر الراشدي والأموي والعباسي ،مع التوقف عند التنوع وأنواعه ،ومتى يكون خطرا ،وقدم لنا أمثلة من الواقع التاريخي ،ومعالجة موضوع  الفرد المسلم والآخر  ،وطرح سؤالا حول امكانية استعادة الوحدة بطرائق مقبولة وسهلة وهو ما نحن اليوم بأمس الحاجة اليه .
   وتضمن الفصل الثالث الوحدة والتنوع في المجال الثقافي وان خصائص الوحدة الثقافية العربية الإسلامية ، من حيث كونها ربانية المصدر ، والتوازن وطبيعة الإسلام والثبات والشمول والإنسانية والايجابية ، وانها انجاز كمي ومستمر ايجابيا . أما أهم سماتها فأنها إسلامية في بنائها ومحتواها وأهدافها ،وقد شارك بها عدد كبير من العلماء والمثقفين بمختلف الاختصاصات ، كما واتسمت بالأصالة والابتكار ،والنقد والإضافات والإبداع والريادة .
   كما وركز الفصل على طرائق ووسائل وأساليب الانتشار ،والمتغيرات التي طرأت على الثقافة العربية الإسلامية ،والمراكز الثقافية والدوائر الكبرى والصغرى وأهمية هذه الثقافة في بعض العصور التاريخية في تعميق الوحدة وتجسيدها

   وجاء الفصل الرابع ليتناول الوحدة والتنوع في المجال الاقتصادي ،حيث استعرض جوانب مهمة من النشاطات الاقتصادية التي نظمها الإسلام وفق تشريعاته وأحكامه وما المطلوب في المسلم من سلوكيات وأخلاق إسلامية تعد هي الموجه للاقتصاد ،فضلا عن معرفة الواقع الاقتصادي ومعالجة ماهو جديد ليسير الاقتصاد كله وفق الوحدة والتنوع الايجابي.

   وعالج الفصل الخامس الوحدة والتنوع في العمارة العربية الإسلامية ،ومصادرها وميزاتها والوحدة في العمارة ، والعوامل المؤثرة في العمارة العربية الإسلامية ، وخصائص الفن المعماري العربي الإسلامي.
  وتناول الفصل السادس الأسواق أنموذجا للوحدة والتنوع المعماري والاقتصادي ،ونمطية الأسواق في المدن العربية الإسلامية إلى نهاية القرن الثالث للهجرة /التاسع للميلاد ونمط الأسواق قبل الإسلام وأسواق الأمصار وأسواق الحواضر ،وأسواق بلاد الشام والنتائج النمطية في الأسواق والاتصال والتأثير الحضاري العربي والإسلامي مع الآخر .

   وتضمن الفصل السابع وسائل الاتصال الحضاري وأساليبه مع الدولة البيزنطية والتجار وجاليتهم وأشكال الوجود ، والسفراء والوفود ، والاسرى والسبايا والاحتكاك والاتصال الحربي والمراسلات والجدل الديني والرحلات والبعثات العلمية. وتناول الفصل الثامن التاثير الحضاري مع الصين ،والاتصال التجاري والدبلوماسي والسفارات والرسل ، والاتصال الحربي ، والتاثيرات الحضارية .

   وتحدث الفصل التاسع عن الاتصال والتاثير الحضاري مع النوبة والبجة وطبيعة العلاقات ولاتصالات مع النوبة ،والاتصال الحربي والتجاري ، والاتصال الدبلوماسي، والتاثيرات الحضارية على النوبة
وتطرق الفصل العاشر الى الاتصال والتاثير الحضاري مع البلغار او الصقالبة مركزا على رحلة ابن فضلان ووسائل الاتصال التجارية والدبلوماسية ، وإيجاز للتأثير الحضاري للسفارة والرحلة من تاثير سياسي ودبلوماسي وديني بنشر الإسلام. وجاء الفصل الحادي عشر ليعالج الاتصالات مع الفرنج من خلال تبيان حقيقة الاتصالات مع شارلمان ملك الافرنج ، وموقف المصادر العربية والإسلامية منها .
   وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض كتاب أستاذي ومعلمي الدكتور طه خضر عبيد متمنيين له المزيد من الإبداع والتألق ، ليستمر في رفد المكتبة التاريخية بالمؤلفات الرصينة واغنائها بمزيد من المعرفة والعلم فبارك الله فيه وحفظه ورعاه من اجل تطور الحركة العلمية في العراق والوطن العربي كله .