ست نساء عراقيات أسهمن في تكوين العراق الحديث
بقلم : د. سناء عبد الله عزيز الطائي
مركز الدراسات الاقليمية – جامعة الموصل
منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى 1914-1918 ، وتشكيل الدولة العراقية الحديثة ، كان للمرأة العراقية دور كبير في تكوين العراق الحديث ؛ إن كان ذلك على صعيد العمل في التربية والتعليم أو في الصحة أو في الهندسة أو في الفن والادب والاجتماع .
ومما يمكننا ملاحظته ، أن المرأة العراقية ، وقفت الى جانب الرجل في البيت والحقل والمدرسة والحياة بشكلها العام .ولانريد أن ندخل في تفاصيل الموضوع لكن لابد من تأكيد حقيقة وهي ان الحركة النسوية في العراق كانت من أبرز سمات الحياة الاجتماعية والثقافية العراقية المعاصرة ويكفي فقط ان نشير الى ان المرأة عملت مربية وقاضية ووزيرة ومهندسة وطبيبة فضلا عن بروز عدد من النسوة العراقيات على صعيد انشاء الجمعيات والاتحادات النسائية التي كان لها دور من خلال نشاطاتها وفعالياتها واسهاماتها في جوانب مما كانت تقوم به المرأة في داخل العراق وخارجه ،ومما يفرح حقا ان المرأة نفسها ، تولت توثيق تاريخ اسهاماتها في بناء العراق وتكوينه وها هي الحقوقية والمحامية والحقوقية العراقية الاستاذة صبيحة الشيخ داؤد تصدر كتابها المهم في اواخر الخمسينات واوائل الستينات من القرن الماضي وكان بعنوان : ( أول الطريق الى النهضة النسوية في العراق ) ،كما ان المرأة العراقية ، كانت من اسبق النساء في الوطن العربي في نيلها حقوقها ، وممارستها لدورها البناء في الحياة ، وتسلمها مناصب وزارية منذ اواخر الخمسينات وفي الستينات من القرن الماضي .
ويقينا أنني احتاج الى صفحات كثيرة ، لكي اتناول ما قدمته المرأة العراقية ، وتعاونها مع اخيها الرجل في كل ميادين الحياة لكن ما لايدرك كله لايترك جله . وسأقتصر في دراستي هذه على الوقوف عند ستة من النساء فقط برزن في ميادين السياسة ، والطب ، والهندسة ، والتعليم والفن ، والادب .
ففي ميدان السياسة تسلمت السيدة نزيهة الدليمي سنة 1959 منصب وزيرة البلديات . وفي ميدان الطب برزت الدكتورة سانحة أمين زكي ، وفي الهندسة المعمارية لابد ان نقف عند المهندسة زها حديد . وفي مجال الفن التشكيلي لابد ان نشير الى الفنانة التشكيلية الاستاذة وداد الاورفلي وفي مجال التربية والتعليم نذكر الاستاذة لطفية الجراح وفي مجال الادب والشعر لابد ان نتحدث عن الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني شاعرة الموصل الكبيرة
أولا : السيدة نزيهة الدليمي
حفلت سجلات الحركة النسائية العراقية بالكثيرات ممن قمن بدور مهم في إعلاء شأن المرأة ، وتقدير دورها ، وتعزيز مطالبها المشروعة للمساواة ، والعدالة ، والتقدم .وإذا كنا لانستطيع أن نغفل دور صبيحة الشيخ داؤد صاحبة كتاب " أول الطريق إلى النهضة النسوية في العراق " وبولينا حسون صاحبة مجلة ليلى(1923 ) ، فإننا لابد أن نذكر بالجهود التي بذلتها الدكتورة نزيهة الدليمي في سبيل تعزيز دور المرأة، وانتزاع حقوقها وخاصة في المجالات القانونية والإدارية والثقافية .
تُذكر نزيهة الدليمي أول وزيرة في تاريخ العراق المعاصر ، كلما ذكرت ثورة 14 تموز 1958 التي حررت العراق من الأحلاف والارتباط بعجلة الغرب ، وخطت بالعراق خطوات كبيرة في مجال التقدم ، والمساواة .
ولدت نزيهة جودت الدليمي في محلة الباب المعظم ببغداد سنة 1923في عائلة من الطبقة الوسطى . وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والتحقت ب(مدرسة تطبيقات دار المعلمات) ، ثم في الثانوية المركزية وفي السنة 1941-1942 دخلت الكلية الطبية العراقية وتخرجت فيها سنة 1947 طبيبة عملت في المستشفيات العراقية من بغداد حتى السليمانية وكان لها عيادة خاصة في محلة الشواكة ببغداد .كما عملت لفترة مع منظمة الصحة العالمية .
انتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي سنة 1948 ، وعملت في خدمة أهدافه واشتركت في وثبة كانون الثاني 1948 ،لكنها سرعان ما تركت الحزب .وقد تولد لديها حس وطني تقدمي منذ أن كانت طالبة في الكلية الطبية حتى أنها شاركت سنة 1945 اجتماعا لجمعية نسائية عرفت في حينه بأسم" الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية " .وفي هذا الاجتماع تقرران يكون نشاط هذه الجمعية بأسم " رابطة النساء العراقيات " .. وفي سنة 1952 أصبح اسمها "رابطة المرأة العراقية ".ويقال أن عدد أعضاء هذه الرابطة في الخمسينات من القرن الماضي تجاوز ال 40 ألف من النساء العراقيات . وقد تولت الدكتورة نزيهة الدليمي رئاستها وكان لهذه الرابطة علاقات مع التنظيمات النسائية في العالم حتى أنها شاركت في مؤتمر النساء العالمي في كوبنهاكن سنة 1953 وكانت عضوا في الاتحاد النسائي العالمي الديمقراطي ، وفي منظمة أنصار السلام العراقية 1954 ،وفي مجلس السلم العالمي .
وقد أقدمت الدكتورة الدليمي على التعريف بنشاط المرأة العراقية من خلال كتاب صغير الفته بعنوان : " المرأة العراقية " تعرضت فيه إلى واقع المرأة العراقية بجرأة شديدة وانتقدت هيمنة التقاليد البالية على المجتمع ودعت النساء إلى الثورة على ذلك الواقع والتحرر من الأغلال، والاعتماد على أنفسهن في استعادة حقوقهن المشروعة .ونظرا لنشاطها هذا فقد تعرضت خلال العهد الملكي وما بعد ذلك إلى المضايقة من السلطة الحاكمة ونقلت إلى خارج بغداد لأكثر من مرة .
في سنة 1959 اختارها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية وزيرة للبلديات ، وبهذا فهي أول وزيرة ليس في تاريخ العراق بل في الوطن العربي كله .ولم يكن اختيارها على أنها شيوعية ، بل لكفاءتها العلمية والمهنية والإدارية ولدورها في خدمة المرأة . وكان لها دورها في الدفع بتشريع قانون الأحوال الشخصية ذو الرقم 188 لسنة (1959 ) ،الذي ضمن حقوق المرأة العراقية وكان قانونا متقدما في حينه ولايزال حتى أن بعض الباحثين يؤكدون بان ذلك القانون يعد من أرقى قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط وأكثرها تقدمية .
عرفت الدكتورة نزيهة الدليمي بحبها للفقراء ، ورعايتها للمرضى ولذوي الاحتياجات الخاصة . وخلال عملها في وزارة البلديات كان لها دورها في إنشاء مدينة الثورة (الصدر حاليا ) ببغداد .كما تبنت قضايا المرأة العراقية وعملت في خدمتها .. وقد وجد أبناء جنسها منها كل محبة وتقدير واحترام .. وعدت شخصية وطنية عراقية مرموقة تحظى باحترام كل القوى السياسية العراقية لما قدمته للعراق من خدمات . لكن المتغيرات السياسية التي شهدها العراق وما نجم عنها من صراعات اضطرت الدكتورة الدليمي إلى مغادرة العراق في مطلع السبعينات من القرن الماضي إلى ألمانيا وعاشت في مدينة بوتسدام قرب العاصمة برلين ،وكان لها نشاطها الملحوظ في الدفاع عن قضايا شعبها هناك وخاصة في الندوات والتجمعات والمؤتمرات وكان آخر نشاط عام لها هو حضورها الندوة التي عقدت في مدينة كولون الألمانية حول المرأة العراقية سنة 1999،أصيبت بمرض عضال وكان أن توفيت عن عمر يناهز ال (84 ) في التاسع من تشرين الأول سنة 2007 وقد نقل جثمانها إلى بغداد ودفنت في مقبرة الشيخ معروف الكرخي .
ثانيا : الدكتورة سانحة محمد امين زكي
والطبية الدكتورة سانحة محمد أمين زكي ، واحدة من الرائدات في مجال الطب في العراق .كانت استاذة مادة الفارماكولجي في الكلية الطبية العراقية وشقيقتها الدكتورة لمعان ايضا استاذة وطبيبة والدكتورة سانحة من مواليد سنة 1920 .. أصدرت مذكرات جميلة وكان والدها واحدا من مؤسسي الجيش العراقي ومن قادته وعمل في مجال التربية والتعليم .تخرجت سنة 1943 وسافرت الى خارج العراق وحصلت على شهادة الماجستير من جامعة لندن سنة 1965 وعادت الى العراق بعد اكمالها الدراسة وبرعت في طب الاطفال .الف كتابان في مجالي المخدرات والعقاقير وكانت فضلا عن اهتمامها بتخصصها الا انها تعشق اللغة والادب والتاريخ .عملت في مستشفيات انكليزية وسعودية كما كان لها نشاط في جمعية الهلال الاحمر والجمعية الطبية العراقية .توفيت رحمة الله عليها بعد ان ادت رسالتها الانسانية على افضل ما يكون خدمة لبلدها والانسانية .
ثالثا : المهندسة المعمارية والمصممة زها حديد
المهندسة المعمارية والمصممة العراقية المتميزة زهاء محمد حديد والتي توفيت رحمة الله عليها يم 31 اذار سنة 2016 ، كانت من افضل المعماريين في العالم قدمت اعمالا وتصاميم يشار اليها بالبنان في مناطق مختلفة من العالم .
من مواليد مدينة الموصل 1950 ، ووالدها هو السياسي الكبير الاستاذ محمد حديد الذي تولى وزارة المالية بعد سقوط النظام الملكي وقيام جمهورية العراق في 14 تموز 1958 . اكملت زهاء حديد دراستها الاولية في العراق ، والتحقت بالجامعة الامريكية في بيروت سنة 1971 ، وبعدها سافرت الى لندن ، وحصلت على شهادة عالية في الهندسة المعمارية وتدربت في مدرسة التجمع المعماري في لندن (Archiectural association ) كما عملت بعد تخرجها سنة 1977 مع مكتب عمارة الميترو بوليتان مع المهندس ( ريم كولهاس) والمهندس (ايليا زينيليس) وعندما وجدت في نفسها الكفاءة والمقدرة افتتحت لها مكتبا استشاريا معماريا سنة 1987 في لندن ، ومنذ ذلك الوقت وهي تتألق في مجال التصميم المعماري حتى ان جامعات عديدة في اروبا والولايات المتحدة الامريكية استضافتها كاستاذة زائرة ، ومن ابرز هذه الجامعات جامعة هامبورغ بالمانيا ، وجامعة هارفرد بالولايات المتحدة الامريكية . وقد جاء في مجلة الفنون ( الكويتية) العدد 37 كانون الثاني ـ يناير 2004 ، (ان ابنية زهاء حديد مثيرة للجدل ، وانها تتبنى ابرز الصرعات التجديدية ، وتقترب من افكار الاسلوب التكعيبي رغم انها أي الابنية لاتخلو من غرابة الشكل .. وزهاء حديد ترفض التقاليد الموروثة في العمل المعماري على اعتبار ان عملية توليد شكل جديد ينبع من حاجات جديدة مختلفة ، فلكل عمارة دورا تؤديه وعصرا تنتعش فيه ) .
انجزت زهاء حديد الكثير من التصماميم المعمارية لمنشآت ثقافية وخدمية منتشرة في مختلف انحاء العالم، هذا فضلا عن تصميمها لاعداد كبيرة من بنايات لمكاتب ادارية ، وقاعات ومعارض ، ومشاريع لتطوير المساكن وتصمم لان تقدم لوطنها العراق مشروعا معماريا يليق ببلد الحضارات ، حضارات سومر واكد وآشور .. بلد حضارة العباسيين العربية الاسلامية .
رابعا: الفنانة التشكيلية وداد الاورفلي
الفنانة التشكيلية العراقية الكبيرة الاستاذة وداد مكي الاورفلي (أمد الله بعمرها ومنحها العافية والبركة ) ، من الفنانات التشكيليات الرائدات وهي من مواليد بغداد سنة 1929 درست الفن والخدمة الاجتماعية في الجونيور كوليج ببيروت لكنها عادت الى بغداد قبل ان تكمل دراستها والتحقت بكلية الملكة عالية وتخرجت في قسم الخدمة الاجتماعية .
عشقت الرسم وتتلمذت على يد الدكتور خالد الجادر ودخلت معهد الفنون الجميلة ببغداد –القسم المسائي وتخرجت سنة 1960 .وقد اقامت العديد من المعارض الشخصية كما اشتركت مع عدد من زملاءها في اقامة المعارض الفنية ومن المعارض المبكرة التي شاركت فيها معرض الفن العراقي للرواد والشباب ببغداد سنة 1957 وقد تولت تدريس مادة الرسم في الثانوية الشرقية ببغداد .كما انتقلت للعمل في مركز الوسائل العلمية التابع لوزارة التربية وعملت في مديرية التراث الشعبي واسهمت في توثيق الكثير من الاسواق التراثية ببغداد وبرعت في حرفة الطرق على النحاس ودرست فن المينة على النحاس، وفن الباتيك على القماش في باريس .
أسست في سنة 1983 قاعة خاصة بإسمها في بغداد وكان اول معرض اقامته في خارج العراق في قاعة لاريدوت في المانيا سنة 1964 ونحتاج الى صفحات كثيرة لكي نتحدث عن معارضها الفنية التي اقامتها في داخل العراق وخارجه وكانت لوحاتها موضوعا لكثير من دراسات النقاد الفنيين .
أبدعت الفنانة وداد الاورفلي في مجال الرسم والعزف على البيانو . وكان لها ولع بالموسيقى التراثية الكلاسيكية ، وهي تعزف ايضا على العود والاوكورديون ، وصدر لها اول البوم بعنوان ( أنغام عربية ) في شباط سنة 2011 ويتناول هذا الالبوم وقائع رحلتها الى الاندلس وحسبما علمت انها الان وبهذا العمر تعكف على كتابة مذكراتها الشخصية وتطمح ان توثق لجوانب من حياتها وحياة بغداد الاجتماعية خلال عقود حياتها المديدة . كرمت مرات عديدة وحصلت على الكثير من الاوسمة والقلادات والشهادات التقديرية وهي عضوة في العديد من النقابات والجمعيات منها جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين .
خامسا : المربية الاستاذة لطفية الجراح
لطفية فتحي الجراح ( أمد الله بعمرها ومتعها بالعافية) ، مربية موصلية فاضلة ورائدة في مجال التربية والتعليم تولت ادارة مدرسة الفتوة النموذجية في الموصل بين سنتي 1972-1974 واسهمت في اعلاء شأن هذه المدرسة وسارت على هدى مؤسستها الاولى السيدة خديجة الخالدي والتي تولت ادارة المدرسة احدى عشرة سنة امتدت بين سنتي 1948 الى سنة 1959 .وقد عُدت السيدة لطفية فتحي الجراح بأنها مديرة متميزة .. كانت ترعى التلاميذ كأولادها وبناتها .. وقد عبر عن ذلك عدد كبير من تلاميذها وتلميذاتها؛ فالمدرسة كما هو معروف كانت مختلطة .تأسست المدرسة سنة 1948 وكانت تسمى مدرسة الامير عبد الاله النموذجية كان فيها نظام تغذية وتعليم موسيقى وباصات لنقل الطلب، .كانت الاستاذة لطفية الجراح معلمة متميزة ومربية اجيال ومديرة حازمة ومشرفة تربوية قديرة .وكان للمدرسة في عهدها نشاطات لاصفية رياضية وفنية ومسرحية وكثيرا ما كانت فرقها تشترك في فعاليات على مستوى المحافظة وعلى مستوى مدارس العراق ويتقدم ترتيبها على كل مدارس المحافظة في الامتحان العام السنوي ومعظم تلاميذها وتلميذاتها من ابناء وبنات الاغنياء والمثقفين في الموصل .ومما يلحظ ان معظم خريجيها وخريجاتها اليوم هم من الاطباء والمهندسين والمحامين والموظفين المتميزين او من التجار والمهنيين الناجحين في حياتهم وهم يفخرون بأنهم تعلموا في هذه المدرسة .
سادسا : الشاعرة الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني
الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني شاعرة الموصل الكبيرة والاستاذة المتمرسة في قسم اللغة العربية بكلية الاداب – جامعة الموصل وهي غنية عن التعريف أمد الله بعمرها ومتعها بالعافية والبركة والخير والتوفيق تعرفونها من خلال شعرها الجامح نحو القوة .. قوة الحق .. وقوة الصدق .. وقوة الارادة ..الانفة والكبرياء والجمال وهي ما يسم قصائدها..لاتقبل ان تحني رأسها إلا لخالقها انها إمرأة بقامة منتصبة مزدانة بالرزانة والاصالة والهيبة هكذا عرفتها وهكذا عرفها زملاءها وتلاميذها .وحسنا فعل الاخ الدكتور خليل شكري هياس ، الكاتب والاديب والاكاديمي المعروف عندما إحتوى بين دفتي كتابه النقدي ماقاله النقاد عنها .. ماقاله الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل والاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد وماقاله الاستاذ محمد جواد حبيب وما قالته الدكتورة اخلاص محمود عبد الله وماقالته أخريات وماقاله آخرون كثر فهي ليست شاعرة فحسب بل اكاديمية بارزة وانسانة نبيلة .قصائدها وضعت بين سندان النقد ومطرقة التقييم فماذا ظهر ؟ قصيدة العراق كتب عنها الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل وقال إن قصيدتها العراق تعكس اصالتها ورؤيتها الايمانية التي لاتدعها تنفصل عن خبرات أمتها ولاتتغرب لتنسلت منها هويتها "الجبال تلوب ...العراق العراق العراق " "العراق الرؤى والمدى ...العراق حديقة روحي ..عباءة أمي وثوب العذارى "...شقيقتها الناقدة الدكتورة بتول البستاني لها مساهمة نقدية فهي تقف عند قصيدة بشرى :" بإنتظار القصف " لتقول ان الشعور بالفاجعة جعل الذات الشاعرة تخلق صورا استعارية وتشكيلات لغوية انبأت عن اضفاء الحياة على كل مظاهر الكون ضد الظلم الموجه من قبل قوى غاشمة " .دقت الصافرة، ستأتي الصواريخ، منتصف الليل هذا، في زهر الرمان، اختبأ القاتل، والمقتول
الدكتور احمد جار الله قرأ قصيدتها :"شجر الرمان " وإكتشف دور الشاعرة، وقدرتها على تشخيص العلل الاجتماعية ومعالجتها
بقي ان أقول ان الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني من مواليد مدينة الموصل وقد نبغت بالشعر واصدرت دواوين شعرية كثيرة منها :" مابعد الحزن " 1973 و"الاغنية والسكين " 1976 و"انا والاسوار " 1978 و"زهر الحدائق " 1984و" أقبل كف العراق " 1988 و" البحر يصطاد الضفاف " 2000 و" ماتركته الريح " 2001 و" مكابدات الشجر " 2002 و" اندلسيات لجروح العراق "2010 و" مخاطبات حواء "2010 و" مواجع باء-عين " 2011 و"كتاب الوجد " 2011 " ..